واشنطن تسعى للسيطرة  على غاز ليبيا وتحويله لسلاح في حصار روسيا

بدأ المخطط الاميركي في ليبيا يتضح أكثر فأكثر؛ فبعد أن ساهمت واشنطن بشكل غير مباشر  في تعطيل مسار الحل الأممي السياسي للازمة الليبية، وذلك  عن طريق إثارة العثرات امام إجراء الانتخابات الرئاسية والعامة التي كانت مقررة اجراؤها نهاية العام الفائت، تقوم واشنطن الآن باستغلال حالة الفوضى السياسية التي خططت لها كي تسود في ليبيا بفعل  فشل مسار  الحل السياسي، حيث تقوم واشنطن اليوم  بتوظيف هذه الفوضى الليبية،  في خدمة خطتها الهادفة إلى “فرض حلول خارجية على كيفية إدارة موارد ليبيا الاستراتيجية          “. ماذا تعني هذه الخطة ؟؟ الإجابة عن هذا السؤال يتطلب توضيح المعطيات التالية :      المعطى الأول السياسي : صار واضحا اليوم ان واشنطن كانت تريد اخذ ليبيا إلى معادلة تجميد او تعليق  الحرب الليبية الداخلية من دون إنهاء نتائجها السياسية والاقتصادية ، ما يعني ابقاء الانقسامات الداخلية الليبية على حالها، حيث تقوم واشنطن بإدارة هذه الانقسامات على النحو الذي يحقق لها مصالحها. وحاليا تسعى واشنطن بقوة  لتحقيق هدف سيطرتها على عائدات قطاع الغاز الليبي   وذلك  تحت حجة ان ليبيا التي تسودها الانقسامات والفوضى السياسية،  لا تستطيع ادارة شؤون هذا القطاع الاستراتيجي بشفافية،  ولا يمكن منع  بروز أخطار أن تحدث صراعات بين القوى الليبية المنقسمة سياسيا ومناطقيا  للسيطرة عل قطاع الغاز، ولذلك فان الحل – كما تروج واشنطن-  ، يتمثل بايجاد  إدارة خارجية  لقطاعات ليبيا الطبيعية والانتاجية، ولا سيما القطاعات التي لديها ارتباط بالأمن الاجتماعي لليبيا وبأمن  التجارة العالمية.. وواضح هنا ان واشنطن تقصد  قطاع الغاز والنفط الليبي الذي يوجد لأميركا أطماع قديمة فيه؛ والذي تصبح حاجته اليوم لإدارة بايدن استراتيجية، كون غاز ليبيا هو واحد من موارد الغاز الذي تخطط واشنطن لاستخدامه  في مشاريع ادارة بايدن الهادفة إلى جعل قطاع الغاز في العديد من دول العالم  بمثابة سلاح لحصار روسيا ، ولتعويض أوروبا عن الغاز الروسي. 

إقرأ المزيد

قراءة تحليلية لأهداف مناورة ” ما وراء الأفق ” العسكرية الإسرائيلية في قبرص

المناورة العسكرية التي قامت بها إسرائيل خلال الأيام الماضية في قبرص ، استرعت انتباه الخبراء العسكريين ، وذلك لما لها من دلالات تريد إسرائيل من خلالها إضافة مواطن قوة لها فوق مسرح الميدان التقليدي الذي يمكن أن يشهد اية حرب مقبلة بينها وبين حزب الله .لقد أطلقت  القيادة العسكرية الإسرائيلية على هذه المناورة تسمية ” ما وراء الأفق”.. ونظرا للمعنى الاستراتيجي لهذه المناورة، فان كلا من وزير الدفاع الإسرائيلي  بني غانتس ورئيس الأركان الاسرائيلي افيف كوخافي، حرصا على التواجد في قبرص،  لحضور جزء منها.  ما هي أبرز دلائل مناورة ” ما وراء الأفق” وما هي العناصر الرئيسة التي تضمنتها خطة هذه المناورة، على مستوى إضافة تكتيكات وملامح استراتيجية جديدة على مجمل العقيدة العسكرية الإسرائيلية وعلى قواعد الاشتباك في المنطقة : اولا – بخصوص البنية العسكرية للمناورة، فهي تشكلت من العناصر القتالية التالية:

إقرأ المزيد

مبادرة رئيس جنوب أفريقيا : إعادة إحياء حركة عدم الإنحياز بوجه ” إنذار بايدن: من ليس معنا ضد روسيا هو ضدنا”.

ما تقوم به إدارة بايدن في هذه المرحلة على مستوى فرض حصار عالمي على روسيا، ومعاقبة كل دولة ترفض مسايرتها في هذا المشروع، يذكر الى حد كبير، بالأجواء العالمية التي سادت في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية خلال ذروة الحرب الباردة، حيث برز إستقطاب حاد بين المعسكرين السوفياتي والأميركي وحلفي وارسو والناتو.

وصار واضحاً أن  واشنطن تعمل اليوم، من طرف واحد لتشجيع أجواء الحرب الباردة ، فيما روسيا التي كانت ترغب بطي صفحة الحرب الباردة، قررت بعد طول أناة مواجهة إستراتيجية حلف الناتو التي تقوم على إستغلال تفكك الإتحاد السوفياتي، لبسط سيطرته على دول تقع في الحديقة الخلفية لروسيا. وبات اليوم واضحا لماذا تجاهلت واشنطن بعد إنهيار الحرب البادرة، وبعد أن فككت موسكو حلف وارسو، السؤال الروسي عن السبب الذي يدعو الولايات المتحدة الأميركية للإحتفاظ بحلف الناتو، طالما أن مرحلة الصراع بين حلفي الناتو ووارسو إنتهت.

إقرأ المزيد