يوجد امتداد تاريخي وثيق للأزمة الراهنة في اوكرانيا، وهو ما يعمل الاعلام الغربي بجهد ونشاط كي يخفيه ويتستر على ملامحه القاتمة من خلال افتعاله صياغة المشهد الاوكراني “بمكياج ” تضليلي فاقع.
ان بداية قصة الحرب المستعرة هذه الأيام في اوكرانيا، تعود جذور مسبباتها غير المباشرة للحظات نشأت ما بين عامي ١٩٠٩ و ١٩٥٩ ، وهي تشكل مجمل الفترة التي اشتملت عليها حياة ” ستيبان بانديرا ” الاوكراني الذي كان عميلا للنازيين خلال الحرب العالمية الثانية، والذي طاردته الاستخبارات السوفياتية لسنوات بعد هزيمة هتلر ، حتى نجحت في قتله عام ١٩٥٩ في برلين. وكان ذلك الحدث إشارة انسانية رمزية للإنتقام من عميل النازية الذي تسبب بمعاناة وموت الملايين من المواطنين الروس والأوكران على أيدي النازيين..
.. ولكن قصة بانديرا حملت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لغزا جديدا تمثل بإمتناع كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية عن تسليمه إلى السلطات السوفياتية لمحاكمته.
يقول أوري تير من صحيفة هآرتس أن معظم الهجمات التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون في الضفة الغربية ليست اعمالا عشوائية من اعمال الشغف المتفرقة انما اعمال تخدم استراتيجية ما وهدف سياسي يؤيده الاسرائيليون بمن فيهم بعض اعضاء حكومة نفتالي بنيت الحالية.
ما هي هذه الاستراتيجية التي يقصدها تير ، وما هي حقيقة العنف الحاصل في هذه الآونة من قبل المستوطنين الذي يعرضه الاعلام الاسرائيلي وكأنه احداث متفرقة بينما هو سياق متصل مر بمراحل ممنهجة وله استراتيجية محددة واهداف يؤيدها وزراء في حكومة بنيت .
تعود بداية أعمال عنف المستوطنين هذه في نسختها الجديدة الى بداية ثمانينات ومنتصف تسعينات القرن الماضي. ولكن طوال هذا المسار كانت تتغير أهداف عنف المستوطنين أو تمر بحالة تطوير، حتى وصلت الى صيغتها الراهنة.
أن نقطة البداية على مستوى تحديد الهدف بدأ عام 2007 حيث صاغت جماعات من المستوطنين مصطلح ” تدفيع الثمن”. وكان هذا الشعار موجه لأي طرف صهيوني وإسرائيلي يفكر بتفكيك المستوطنات أو ايا منها كثمن لتسويات سياسية مع الفلسطينيين. ولقد ايد أباء الفكر الإستيطاني في إسرائيل هذا الشعار بحماس. ولعب هذا الشعار دور المحرض العملياتي للناشطين الصهاينة المستوطنين، في فترة متعددة لقمع توجهات إسرائيلية لتفكيك بعض المستوطنات تحت تأثير ظروف عديدة، وخاصة عندما تحركت حكومات إسرائيلية لتكفيك بؤر إستطيانية عشوائية وبدائية تحت عنوان إيفاد القانون. وأكثر مكان تواجد فيه هذا النوع من المستوطنات هو في الضفة الغربية.