قراءة في الحراك الشعبي في طرابلس : هزيمة خلفيات الفقر والتطرف

تأثر شمال لبنان ، وبخاصة عاصمته مدينة طرابلس الى حد كبير بنشوب الحرب داخل سورية. وبالأساس فان علاقة طرابلس التاريخية بسورية، وثيقة ويختلط فيها ما هو سياسي بالاجتماعي وتشتركان بذات  مواصفات التركيبة الديموغرافية. وبمثلما كان يمكن القول ان منطقة شمال لبنان، لا يمكنها الا ان تتأثر بالحدث الداخلي السوري،  فيمكن القول ايضا ان سوريا، وبخاصة منطقة حمص، لا يمكنها الا ان تتأثر  بأحداث منطقة شمال لبنان وبضمنها مدينة طرابلس .

لقد قادت احداث سورية التي بدأت عام ٢٠١١ الى جعل مدينة  طرابلس تستحق لقب “قندهار لبنان”، وهي إشارة إلى مركز تمرّد طالبان في أفغانستان. ومع ذلك فإن هذه الصفة اتسمت بمبالغة، ولكنها عكست مدى التأثر الحاصل والمتوقع بين طرابلس وسوريا . وعليه يجب التوقف عند حقيقة ان ما جرى في طرابلس إبان ذروة الصراع في سورية ، وما يجري اليوم لناحية دور طرابلس داخل الحراك الشعبي اللبناني، لا بد من النظر اليه وفق مقاربة مركبة ومعقدة . فداخل عوامل الحراك الشعبي في طرابلس التي سميت عروسة الثورة اللبنانية ، توجد خلفيات عديدة لا يمكن إغفالها؛ فأولاً – هناك علاقة  بين دينامية الحراك الشعبي الحالي في طرابلس ، وبين رغبة كامنة لدى  بيئات شعبية في طرابلس لتحقيق نسخة ناجحة من الثورة في لبنان، كتعويض عن نسخة الثورة الشعبية التي فشلت في سورية .

إستراتيجية ترامب في شمال سورية: نهب النفط لتمويل الحرب.. وقاعدة تعامل مع دول النفط العربية الغنية

نقطة البداية في عمق تفكير الرئيس الأميركي رونالد ترامب حول توجهاته في شرق سورية، يمكن تلخيصها بعبارة واحدة: النفط. هذا العام غرد ترامب على التويتر قائلاً: ما زلت لا أصدق أننا غادرنا العراق من دون الحصول على نفطه”. وخلال العام الماضي طرح ترامب حلمه ذاته بالحصول على نفط العراق على رئيس الحكومة العراقي المستقيل عادل عبد المهدي قائلاً: بأن على بغداد أن تسدد للولايات المتحدة الأميركية بالنفط  الكلفة الأميركية الناتجة عن غزو العراق. نفس النظرة ولو لحد ما ينظر فيها ترامب للوجود العسكر

ي الأميركي في سورية ولتحالفه مع قسد، ومفادها كيفية السيطرة على موارد نفط سورية، وتسخيرها بخدمة تمويل خطط واشنطن في سورية وفي المنطقة، وبخاصة ضد أردوغان. تقول المعلومات ان ترامب إنزعج من اللقاء الأخير بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي حصل في سوتشي . ومن مجمل ما يخطط له ترامب من أن يتم الإفادة من ثمن النفط السوري المهرب عبر الأكراد الى حسابات في لندن هو تمويل حركة غولين المعارض لاردوغان. وهذه المعلومات عينها تتحدث عن أن الأميركيين لا يريدون أن تسيطر دمشق على الحقول النفطية، ويخططون لتنصيب اربيل كوسيطة في عمليات تصدير النفط الى تركيا . ومن جهة ثانية ترعى واشنطن إرسال النفط السوري المهرب عبر كردستان العراق الى محافظة بطمان التركية. ويشارك في هذه العمليات الخاصة بتجارة النفط السوري عبر تهريبه الى كردستان العراق ( اربيل)، رجل أعمال لبناني من ال قاطرجي، ويتم وضع الأموال المتأتية من بيعه ( أي بيع النفط السوري) في بنوك لندن وفي حسابات تابعة لأكراد أربيل . وتستخدم هذه الأموال في تمويل ” قسد” من ناحية وفي تمويل جماعة فتح الله غولين المعارضة لأردوغان من جهة ثانية.

الثورة الاجتماعية القادمة في اسرائيل

للمرة الثانية في أقل من عام، إضطرت إسرائيل لأن تعقد دورتين إنتخابيتين عامتين، من أجل إنتاج سلطة جديدة ، ولكن كلتي الدورتين الإنتخابيتين فشلتا في تحقيق هذا الهدف.

وهناك أكثر من نظرية تسود إسرائيل لتحديد سبب فشل إعادة إنتاج السلطة في إسرائيل، وتعثر سلاسة تداول السلطة وفق الإسلوب الديموقراطي. وثمة نظرية تفيد بأن السبب يعود لوجود أزمة نظام سياسي، وتشظي مركبات المجتمع الإسرائيلي، وذلك على خلفيات شتى، إقتصادية وإيديولوجية وإثنية.

وثمة إستنتاج لا يمكن إغفاله في ظل الوضع الراهن الداخلي الإسرائيلي، وهو إمكانية أن تشهد إسرائيل ثورة ملونة أو حركة إحتجاج شعبية على وزن ثورات الربيع العربي، تخرج هذه المرة تحت شعار الشعب “يريد إسقاط النظام”، أي إسقاط منظومة الأحزاب المتحكمة بالسلطة في إسرائيل، والقانون الإنتخابي الذي كان ينظم تحالفات وصولها للسلطة، وهو النظام ذاته اليوم الذي لم يعد قادراً على إنتاج دائرة تداول السلطة بين أحزاب إسرائيل التي تعاني من إتهامات لرموز فيها بالفساد، ولتشتت بداخلها، ولعنصرية تسود بعض شرائحها. وكل هذه الاسباب تؤدي الى إدخال الحياة الديموقراطية في إسرائيل بأزمة عدم تمكن أحزابها من إعادة إنتاج تحالفات فيما بينها تنتج تداولاً للسلطة..

مدافع الثورات الملونة : حرب عالمية أميركية ناعمة

خلال العقود الأخيرة ، بدأ العالم يشهد ظاهرة سياسية أميركية الصنع ، تسمى الثورات الملونة العام ٢٠١١. وتقوم هذه الثورات على منهجية مركبة هدفها إحياء دينامية تغيير تتشارك فيها كوسائل عدة مركبات : الإعلام بدرجة أولى

وبضمنه وسائل التواصل الإجتماعي ، والثقافة حيث يصار لإحداث إنقلاب حاد على ثوابت التفكير النمطية في المجتمع، والإقتصاد والسياسة والإجتماع.

ويعتمد مخططو الثورات الملونة على عدة عناصر يراهنون عليها لضمان نجاحها، وأبرزها:

اولا – إمتلاك زمام المبادرة . فأنظمة الحكم والأمن في الدول  التي تضربها هذه الثورات هي بالعادة لا تملك منهجيات جاهزة لمقاربتها او مقاومتها. فهذه الدول  ببساطة لم تعتد على هذا النوع من التحديات التي يتفاعل فيها، بوقت واحد، الاعلام والثقافة والاجتماع والاقتصاد والسياسة.

إنتخابات أيلول الإسرائيلية: مرحلة جديدة مع نتنياهو أم من دونه

تدخل إسرائيل في هذا الوقت، مربع ربع الساعة الأخيرة قبل فتح صناديق إقتراع

خوض الإنتخابات التشريعية العامة التي تجري للمرة الثانية خلال أقل من ستة أشهر، ما يؤشر الى أن الكيان العبري، يدخل أزمة نظام سياسي، وليس فقط أزمة سباق محموم على السلطة بين معسكري “يمين اليمين” و” يمين الوسط ” في إسرائيل.

ويعكف المراقبون على إستبيان النتائج المرتقبة لهذه الإنتخابات من خلال متابعة مسارين أساسيين:

المسار الأول يتمثل برصد تفاعلات الحملات الإنتخابية ،وتبادل تسجيل النقاط  فيها بين نتنياهو من جهة وغانتس من جهة ثانية، وليبرمن وباراك بوصفهما مرشحين يحاولان إبتزاز الكتلتين الأساسيتين القويتين.

المسار الثاني يتمثل بالتمعن بما تقوله إستطلاعات الرأي الكثيفة الصادرة عن وسائل الإعلام الإسرائيلية، والتي تنشر إستطلاعاتها بمعدل شبه يومي.