شروط حل الازمة السورية باتت واضحة.. وجائحة كورونا تثبت الحاجة لإطفاء نار الحروب

من بين القضايا الهامة التي أظهرتها تداعيات جائحة كورونا، توجد قضية حاجة المجتمع الدولي لإطفاء النيران المشتعلة منذ سنوات في غير دولة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط. وظهر الآن بأكثر من أي وقت مضى، وذلك بمناسبة تهديد كورونا للأمن الصحي والإقتصادي العالمي، أن هذه الحروب عملت على إستنزاف قسما” كبيرا” من مقتدرات العالم السياسية والمالية وقلبت أولويات إهتمام المجتمع الدولي على نحو خاطئ، فبدل تضافر الجهود الدولية لبناء نظام آمن بوجه تحديات الفقر والمرض، تشتت هذه الجهود لتصب في خانة الصراعات والبحث عن نفوذ سياسي وإقتصادي قابل للإنهيار وليس للإستمرار، كما يتبين اليوم.

gifffلقد حان الوقت الآن لوقف هذا الإستنزاف وإعادة تشكيل أولويات إهتمامات المجتمع الدولي على نحو يخدم مواجهة التحديات الجديدة التي يقف وباء كورونا على رأسها. ربما كان هذا الأمر هو الرسالة الأساسية التي تركتها جائحة كورونا للعالم.

ولعل الأزمة السورية تشكل واحدة من أبرز الأمثلة التي يمكن إدراجها في مجال الحديث عن أهمية وقف الحروب كمقدمة لوقف إستنزاف الموارد العالمية السياسية والإقتصادية على الحروب العدمية.. فمنذ العام 2011 دخلت سورية حرباً ضروساً، ولم يعد خافياً أن هذه الحرب تسبب بها أجندات خارجية غذتها لسنوات طويلة بالمال والجهد السياسي. ولم تنته هذه الحرب على رغم كل الجهود التي بذلتها هذه الأطراف لمصحلة تحقيق حسم عسكري فيها لصالح فريق ضد فريق، بل إستمرت المراوحة الدامية داخل مربع نقطة إستمرار القتال. إقرأ المزيد

أين تكمن المصلحة الإستراتيجية لأرمينيا ؟ باشينيان يقود ارمينيا الى منزلق إستراتيجي

أدى وصول باشينيان لسدة السلطة في أرمينيا، الى تعريض معادلة التناغم بين إتباع سياسة تراعي إنسجام أرمينيا داخل محيطها الطبيعي في منطقة القوقاز، وبين المصالح الوطنية لأرمينيا الى إختلالات خطرة. ويعود ذلك الى  كون  القيادة الأرمينية تنزلق لإتباع إستراتيجية تتضمن موقف مزدوج وملتبس في تناقضه بخصوص محاكاتها لهذه الunnamedمعادلة الإستراتيجية. فمن ناحية ، تقدم يريفان نفسها كحليف لروسيا ، ومشارك نشط في رابطة الدول المستقلة (CIS )، و ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ومن ناحية أخرى، تظهر أرمينيا للولايات المتحدة إستعدادها للانضمام إلى الناتو، و للمشاركة ايضاً في مناورات عسكرية مشتركة مع دول الناتو الأعضاء، وتبلغ المفارقة ذروتها، حينما تبرر يريفان ذلك بحجة سعيها لتعزيز الأمن في منطقة القوقاز!!.

وكتعبير عن هذه السياسة الملتبسة، أقدمت يريفان على توقيع إتفاقية مع تبليسي (جورجيا) للتعاون في مجال الدفاع في عام 2020 ، وهو توجه يتعارض بوضوح  مع مبادئ منظمة معاهدة الأمن الجماعي. إقرأ المزيد