واخيرا ، سقطت اميركا في مستنقع افغانستان، وهو أمر، من منظور استراتيجي، لا يعتبر جديدا. فقد سبق للوليات المتحدة الأميركية ان سقطت في مستنقع فيتنام والعراق بعد أن دمرت هذين البلدين. ولم يكن في الواقع الخروج الأميركي من افغانستان مفاجئا، اذا كانت واشنطن بحثت مع طالبان في أوقات سابقة، وخلال فترات زمنية مختلفة، ملف وجودها و خروجها من المستنقع الأفغاني. وبمعنى آخر، فإن طريق واشنطن لخروجها من افغانستان، مر بعدة مراحل ومحطات، وكل واحدة من هذه الحطات، انطوت على محاولت من وكالة المخابرات الأميركية لعقد صفقة مع طالبان، ومن خلالها مع تنظيم القاعدة وحتى مع داعش؛ لاجراء ما يمكن
تسميته ” بصفقة المقايضة الكبرى’ بين تأمين مصالح واشنطن العليا في افغانستان، وترتيب خارطة نفوذ للجماعات الارهابية الاسلامية في عدد من دول المنطقة. وبحسب معلومات لم تعد سرية، فإن اول محطة أميركية في طريقها الطويل للتفاوض السري مع طالبان ، بدأت حينما طرحت السي آي أي ما أسمته “بالخطة الأميركية البديلة في افغانستان ” وكانت وكالة المخابرات الأميركية ، بدأت بتنفيذ هذه الخطة عبر تدشين ما يمكن تسميته بمرحلة بداية الاتصال الاميركي السري مع طالبان الذي هدف إلى بحث وجودها العسكري في افغانستان. وكان حدث ذلك في النصف الاول من العقد الماضي ( أي بين عامي ٢٠١١ و٢٠١٣)، وحينها توصلت هذه الاتصالت السرية بين واشنطن وطالبان إلى وضع بنود الاتفاق السري بين الجانبين، وهي بنود تلبي متطلبات ” الخطة الاميركية البديلة في افغانستان” التي تم الكشف عن جانب من تفاصيلها لاحقا، حيث ظهر ان بنودها الاساسية تتشكل من عدة اهداف، ومجموعة إجراءات، وأيضا من شبكة خطوط سياسية وامنية مشاركة في هذه الخطة ، وهي التالية : ابرز البنود الاجرائية للخطة الاميركية البديلة في افغانستان، تمثلت ” بنقل كل الارهابيين من جبال افغانستان إلى جبال واراضي سيناء” ، وذلك بالتنسيق مع حكومة الاخوان التي كانت تحكم مصر آنذاك. كما ظهر ايضا، بحسب ما كشفته تحقيقات أمنية جرت لاحقا، أن هذه الخطة الاميركية التي رعتها وكالة المخابرات الاميركية حينها، كان هدفها الاستراتيجي “عقد صفقة كبرى مع الارهابيين في كل منطقة الشرق الاوسط، تسفر عن إسهام طالبان في
إقرأ المزيدFiled under: Uncategorized | Leave a comment »