الاقمار الصناعية العسكرية في منطقة الشرق الاوسط

أهمية وتطور أنواع الاقمار الصناعية العسكرية

تطور الحروب عبر التاريخ حمل معه تطورا" ملحوظا" في القدرات والوسائل والامكانيات العسكرية ومنها أقمار التجسس العGPS_Satellite_NASA_art-iifسكرية. ويعتبر عصرنا هذا، أي عصر التكنولوجيا الحديثة والاتصالات، هو عصر حرب الفضاء مع ما يعنيه من عسكرة الفضاء واستخدام الاقمار الصناعية التي تراقب بوقت قصير وسريع وبشكل دقيق كل معالم الأرض والحركة عليها، مما يمكن الدول الموجهة لهذه الاقمار من تعزيز قدراتها التجسسية والاستخبارية ورصد ومتابعة المنشأت الاستراتيجية والعمليات العسكرية التابعة للأخصام من جهة، اضافة الى كشف الثروات الطبيعية الموجودة في باطن الأرض، من جهة أخرى.

وأدى استخدام هذه الاقمار في الحروب المعاصرة الى تقليص حجم الجيوش وتغيير الكثير من الخطط التكتيكية، فعناصر الحرب الفضائية تتحرك بعيدا" عن مجال المواجهة الميدانية المباشرة. وهنا تندرج بعض الأمثلة الواقعية لاستخدام الصور الفضائية في الحروب الحديثة منها:

1- الحرب العراقية الايرانية (1980 – 1988)، حيث قدمت اقمار سبوت الفرنسية [SPOT3 (Satellite Pour Observation de la Terre)] صورا" لمناطق البصرة وشط العرب، على سبيل المثال، وقد استفاد منها الجانب العراقي في عمليات القصف والتحرك الميداني لجيشه قبل أن تصبح فيما بعد متاحة للاستخدامات العامة وكسلعة تجارية. وتصل القدرة التحليلية (أي قدرة التمييز) لأقمارSPOT3 الى عشرة امتار تقريبا".

2- حربا الخليج الأولى والثانية (1990 – 1991)، حيث اعتمدت الولايات المتحدة الاميركية ثلاثة أقمار صناعية KH-11ذات قدرة تمييز عالية جدا" تصل الى 10-15 سم لادارة أعمال القتال وتعداد الجنود وتحديد أماكن انتشارهم وتعيين مواقع اطلاق الصواريخ البالستية مثل صواريخ سكود العراقية (باستخدام المستشعرات الحرارية)، بالاضافة الى استخدام واشنطن لقمرين صناعيين من سلسلة أقمار Lacrosse للتصوير الراداري التي تقرب قدرتها التحليلية من متر واحد والتي تتميز كذلك بالقدرة على البث المباشر للصور الفضائية الى المحطات الأرضية وذلك في مختلف الظروف المناخية.

وتمتلك في الوقت الحالي بعض الدول كالولايات المتحدة الاميركية وروسيا المئات من الاقمار الصناعية ذات الاستخدامات المتعددة، من بينها الاقمار الصناعية العسكرية التي تقوم ببث مباشر للصور الفضائية لمناطق عديدة في العالم من ضمنها منطقة الشرق الاوسط. وعلى سبيل المثال اطلقت الولايات المتحدة الاميركية في العام 2012 العديد من الاقمار العسكرية على فترات متقاربة جدا" والتي تتصف بقدرة تمييز عالية جدا" (قد تفوق الميليمترات فقط) نذكر منها: 1- WGSF4 (اطلق بتاريخ 20 كانون الثاني 2012 ويؤمن الاتصالات الضرورية للقوات العسكرية في منطقة الشرق الاوسط ويقوم بتحسين روابط البيانات للطائرات دون طيار)، 2- MUOS (اطلق بتاريخ 24 شباط 2012 ويؤمن المعلومات التكتيكية عبر مراقبة الاتصالات الهاتفية والرسائل الالكترونية)، 3- USA234 (مصنف قمر تجسسي تم اطلاقه بتاريخ 3 نيسان 2012)، 4- AEHF2 (اطلق بتاريخ 4 أيار 2012 وكلفته تقارب 1.7 بليون دولار اميركي ويستطيع أن يؤمن الاتصالات بالقوات البحرية والجوية الاميركية أينما كانت في العالم)، 5- USA236 (تم اطلاقه بتاريخ 20 حزيران 2012)، 6-USA237 (قمر تجسسي اطلق بتاريخ 29 حزيران 2012)، و7- OTV3 (اطلق بتاريخ 11 كانون الأول 2012 وتم انشاؤه من قبل القوات الجوية الاميركية ويحمل تجهيزات اختبار سرية). من جهتها أرسلت روسيا العديد من الأقمار الصناعية العسكرية في العام 2012 مثل Meridian 6 (قمر تجسسي أطلق بتاريخ 20 كانون الثاني 2012) و Cosmos2479 (تم اطلاقه بتاريخ 30 آذار 2012 وهو قمر للانذار المبكر يغطي نصف الكرة الأرضية) و Cosmos2481 (أطلق بتاريخ 28 حزيران 2012 وانضم الى الشبكة الروسية المؤلفة من حوالي 70 قمر تجسسي).

ومن بين الدول الأوروبية، تعتبر فرنسا السباقة في المجال الفضائي، اذ كان تصميمها منذ البداية على اقتحام الفضاء وسيلة لاثبات تفوقها التقني وتعزيز امنها القومي. وقد دخلت في برامج فضائية مشتركة مع الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وقامت باطلاق العديد من الأقمار الصناعية في مجالات متعددة من بينها المجال العسكري، ونذكر منها ال ElisaE12 (أطلق بتاريخ 17 كانون الأول 2011 ويصور الانبعاثات الرادارية في كافة أرجاء العالم) وPleiades1B (قمر تجسسي أطلق بتاريخ 2 كانون الثاني 2012 ويؤمن تغطية شاملة وفورية لكل الكرة الأرضية طيلة 24 ساعة). وتعتبر اليابان من الدول الرائدة في مجال الفضاء وتمكنت من اطلاق العديد من الأقمار الصناعية ذات الاستخدامات المختلفة، من بينها الاستخدام العسكري مثل IGS6A وهو قمر تجسسي أطلق بتاريخ 23 أيلول 2011 و قد فاقت كلفته 500 مليون دولار.

والجدير بالذكر، أن دولا" مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية أثبتت أيضا" قدرتها على اقتحام الفضاء، اذ اطلقت الصين العديد من الأقمار الصناعية العسكرية مؤخرا" نذكر منها Chinsat2A (أطلق بتاريخ 26 أيار 2012 ويؤمن مختلف الاتصالات العسكرية) وYaogan15 (الذي أطلق بتاريخ 29 أيار 2012 ويحمل رادارات ذات قدرة على التصوير بمختلف الظروف المناخية، وبث الصور ليلا" ونهارا" لمختلف أنحاء العالم بدرجة تمييز عالية جدا")، بالاضافة الى امتلاكها الوسائل المضادة للأقمار الصناعية وتوفيرها فرص عمل في المجال الفضائي لأكثر من مئة ألف شخص. كما أن الهند أصبحت مقصدا" لدول العالم لاطلاق الأقمار العسكرية من على أراضيها انطلاقا" من قواعد اطلاق متطورة جدا". وتمتاز الهند بامتلاكها لأقمار صناعية مثل RISAT1 والذي اطلق بتاريخ 26 نيسان 2012 وهو قمر راداري يؤمن البث المباشر للصور في مختلف الظروف المناخية وتصل قدرته التمييزية الى حوالي المتر الواحد. كما أن كوريا الجنوبية خاضت تجربة اختراق الفضاء وقامت بعقد اتفاقية مع روسيا عام 2004 من أجل انشاء المركز الفضائي الكوري ولاطلاق العديد من الأقمار الصناعية مثل koreasat5 (الذي أطلق بتاريخ 22 آب 2006 وهو يؤمن الاتصالات المدنية والعسكرية) وCOMS (وهو قمر ذات استخدامات متعددة يقوم بتأمين ومراقبة الاتصالات ويساعد في معرفة الطقس بما له من تأثير على العمليات العسكرية ويغطي المحيطات بقدرة تمييز تصل الى 500 متر) وSTSAT2C (أطلق بتاريخ 20 كانون الثاني 2013 وبفضله أصبحت كوريا الجنوبية في المرتبة الحادية عشر بين الدول التي تطلق أقمارها الخاصة من أراضيها).

أما دول منطقة الشرق الأوسط، فتتفاوت قدرتها الفضائية بشكل كبير بالرغم من تخصيص جميع هذه الدول نسبة مئوية مرتفعة من دخلها القومي لشراء مختلف أنواع الأسلحة والتجهيزات العسكرية. فتأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة الأولى، اذ خصصت في العام 2012 نسبة تفوق ال 10 في المئة (10.1%) من دخلها القومي (أي ما يوازي 46.219.000.000 دولار اميركي) للانفاق العسكري، تليها سلطنة عمان (9.7% من دخلها القومي أو ما يوازي 4.047.000.000 دولار أميركي) ثم الامارات العربية المتحدة (6.9% أو ما يوازي 16.062.000.000 دولار اميركي).وبعدها تأتي اسرائيل بنسبة 6.5% (أو 15.209.000.000 دولار اميركي) والأردن بنسبة 6.1% (أو 1.363.000.000 دولار اميركي) والعراق (5.4% أو 4.663.000.000 دولار) والكويت (4.4% أو 4.411.000 دولار) ولبنان (4.1% أو 1.564.000.000 دولار) وسوريا (4% أو 2.236.000.000 دولار) و من ثم اليمن (3.9% أو 1.222.000.000 دولار) والجزائر (3.8% أو 5.586.000.000 دولار) والبحرين (3.7% أو 731.000.000 دولار) والمغرب (3.4% أو 3.256.000.000 دولار) والسودان (3.4% أو 1.991.000.000 دولار) وتركيا (2.4% أو 18.687.000 دولار) ومصر (2.1% أو 3.914.000 دولار) وايران (1.8% أو 7.463.000 دولار) وتونس (1.3% او 548.000 دولار) وليبيا (1.2% أو 1.100.000.000 دولار). والجدير بالذكر أن دول الوطن العربي مجتمعة، والتي توازي نسبتها من الدخل القومي على ما يزيد الناتج القومي الاسرائيلي، لا تستثمر في المجال العسكري والبحثي بقدر ما تخصصه اسرائيل من مصاريف في مجال الأبحاث العسكرية والفضائية.

الاستخدامات العسكرية للأقمار الصناعية

أصبح في الوقت الحالي للاستخدام العملاني للأقمار الصناعية أهمية حيوية في العمليات العسكرية الحديثة من خلال جمع المعلومات عن مناطق التمركز الرئيسية للقوات المعادية ورصد أعمال اعادة التمركز والانتشار، وكذلك تدقيق احداثيات المواقع والأهداف بدقة عالية واحتساب وتقدير كميات الذخائر المطلوبة للمدفعيات والصواريخ لتدمير المواقع المعادية. وتتمكن أيضا" الأقمار الصناعية التجسسية من دراسة خطط الهجوم المناسبة طبقا" لطبيعة الأرض (من خلال انتاج صور فضائية ثلاثية الأبعاد) لناحية التعرف على ملامحها وقدرة المركبات المختلفة المرور عليها والتكيف مع التضاريس المكونة لها. اذ أن تكوين التربة وطبيعتها ودرجة الانحناء وارتفاع المزروعات وكثافتها تعتبر من العوامل المؤثرة على حركة المشاة والمركبات في آن. ويشتمل تحليل الصور الفضائية أيضا" على تحديد مواقع الرادارات المعادية وقواعد اطلاق الصواريخ العابرة للقارات التي تنطلق من منصات أرضية ثابتة أو منصات بحرية (غواصات، بارجات، حاملة طائرات،..الخ).

والجدير بالذكر، أن الصور الفضائية العسكرية تحتوي على معلومات محدثة ومدققة وملتقطة بشكل فوري (بث مباشر – بعكس الخرائط التقليدية) والتي تعتبر الوسيلة المميزة والفعالة في العمليات العسكرية والأغراض الأمنية. وتتكامل عدة خصائص فنية في الأقمار الصناعية المستخدمة في مجال الاستطلاع، ومن بين هذه الخصائص نذكر منها وسيلة الاستشعار المستخدمة، أي كاميرا التصوير الكهروبصرية والتي تعتمد على أشعة الشمس المنعكسة على الأرض وهي لا تتأثر بالأحوال الجوية (السحب، الدخان الكثيف، ….الخ)، أو كذلك وسيلة نظام الاستشعار الراداري الذي لا يتأثر بالظروف المناخية. وتعتبر القدرة التحليلية (أو درجة التمييز) من أهم الخصائص المؤثرة على دقة المعلومات المتحصل عليها من الصور الفضائية، حيث يستفاد من صورة ذات قدرة تمييز تقدر ب 10 أمتار، على سبيل المثال، في التعرف على موقع معين (قاعدة جوية مثلا") دون كشف ماهية أو طبيعة المنشآت بداخله. بينما يتطلب التعرف على توزيع المنشآت ( مثل مخازن الأسلحة) استخدام مستشعرات ذات قدرة تحليلية أعلى من 5 أمتار. وبهدف التعرف على حجم وطبيعة التمركز، فان القدرة التحليلية في هذه الحالة يجب أن تزيد عن المترين. وهناك أهداف عسكرية لا يمكن التعرف عليها الا بقدرات تحليلية تقل من متر واحد (كنوع التسليح مثلا"). في هذا الاطار، تمكنت الأقمار الأميركية من تحديد رقم سيارة الملا عمر، زعيم طالبان، في بلدته قندهار خلال حرب أفغانستان سنة 2002.

ويعتبر أيضا" مدار أقمار الاستطلاع من العناصر الأساسية في تحديد كفاءة ودرجة وضوح الصورة الفضائية، اذ يتم تصميم مدار القمر الصناعي ليحقق أهدافا" محددة، تتمثل في وجود القمر على ارتفاع معين فوق المناطق المهمة والتحكم في عدد مرات المرور، وكذلك زمن تكرار المرور Revisit Time، وهي تعتمد بصفة أساسية على دقة تحديد عناصر المدار (زاوية انحناء المدار مثلا"). والجدير بالذكر ان منطقة الشرق الأوسط تخضع للمراقبة الدائمة عبر وجود أقمار صناعية ثابتة فوقها تؤمن البث المباشر للصور الفضائية الى المحطات الأرضية.

نشاط اسرائيل الفضائي

بدأت اسرائيل فعليا" نشاطها الفضائي في عام 1983 اثر انشاء وكالة الفضاء الاسرائيلية “Israeli Space Agency”، وهي هيئة حكومية تابعة لوزارة العلوم والتكنولوجيا، وتقدر ميزانيتها الادارية في الوقت الحالي بحوالى 85 مليون دولار سنويا" (غير متضمنة مصاريف تصنيع واطلاق الأقمار الصناعية التي توازي مئات ملايين الدولارات). وقد حددت اللجنة التوجيهية الاسرائيلية التابعة للوكالة المذكورة في 27 يوليو 2005 الرؤية المتكاملة والطويلة الأمد لهذه الهيئة، اذ أثنت على أهمية البرامج الفضائية لضمان مستقبل وأمن اسرائيل، واعتبرت أن الاستشعار عن بعد (أو ما يسمى استخدام وتحليل الصور الفضائية) هو الأداة الأساسية للدفاع عن الحياة على الأرض، بالاضافة الى كونه رافعة للتقدم التكنولوجي والحداثة وقاعدة أساسية لتطوير اقتصاد المعرفة.

وتتعاون وكالة الفضاء الاسرائيلية مع عدة معاهد داخل اسرائيل كمعهد "اشر" لبحوث الفضاء التابع لمعهد تخنيون التقني “Technion Institute of Technology” لتطوير تقنيات الفضاء المستخدمة ومعهد بحوث الفضاء (الذي أنشأ عام 1986) لتزويد الصناعة الاسرائيلية بالخبرات العلمية والهندسية في المجالات المختلفة لعلم الفضاء. وقامت هذه الوكالة بتوقيع اتفاقيات دولية مع عدة وكالات من بينها وكالة الناسا الاميركية National Aeronautics and Space Administration (NASA، المركز الوطني للدراسات الفضائية الفرنسية Centre National d’Etudes Spatiales (CNES)، وكالة CSA الكندية Canadian Standards Association CSA، منظمة بحوث الفضاء الهندية Indian Space Research Organization (ISRO)، المركز الفضائي الالمانيDLR ، الوكالة الوطنية الفضائية في أوكرانياNational Space Agency of Ukraine ، الوكالة الفضائية الروسيةRussian Space Agency RKA ، وكالة البرامج الفضائية في النمسا Netherlands Agency for Aerospace Programmes NIVR، ووكالة الفضاء البرازيلية Brazilian Space Agency AEB .

قدرات اسرائيل الفضائية (المتمثلة بتصنيع واطلاق الاقمار الصناعية)

تمتلك اسرائيل في الوقت الحالي أنواع عديدة من الأقمار الصناعية لاستخدامات مختلفة ونذكر منها سلسلة أقمار الاستطلاع (أو التجسس) أفق (Ofeq)، ومجموعة أقمار الاتصالات أموس (Amos) وقمرين لرصد الثروات الأرضية اروس (EROS).

– أقمار التجسس الاسرائيلية "افق"

تتميز سلسلة أقمار التجسس الاسرائيلية "افق" والتي يصل عددها حتى الآن الى تسعة بمروها ستة مرات يوميا" فوق اسرائيل والدول العربية المجاورة، في حين أن اقمار التجسس الأميركية أو الروسية تؤمن يوميا" مرورا" واحدا" أو على الأكثر مرورين فوق الدول المذكورة، مما يؤمن لاسرائيل تغطية تجسسية شاملة ودقيقة لكل منطقة الشرق الاوسط. بالاضافة الى أن أقمار التجسس "افق" تتحرك على ارتفاعات منخفضة (تتراوح بين 250 و1150 كلم) ويتم اطلاقها باتجاه الغرب (على عكس معظم الاقمار الصناعية الغير الاسرائيلية الأخرى التي أطلقت باتجاه الشرق للاستفادة من سرعة دوران الأرض). اتجاه اطلاق الأقمار الاسرائيلية نحو الغرب يهدف الى تجنب امكانية أن تحلق فوقها أقمار أخرى معادية.

ويعطي الجدول التالي (جدول رقم 1) فكرة موجزة عن خصائص أقمار التجسس الاسرائيلية "أفق" التسعة.

جدول رقم 1. خصائص الأقمار الصناعية الاسرائيلية العسكرية "افق".

القمر الصناعي

تاريخ اطلاق القمر

خصائص القمر

افق 1

19 ايلول 1988

وزنه 155 كيلوغرام، ومدة استخدامه لم تتجاوز عدة اسابيع (كونه قمر تجريبي لبحث جوانب مختلفة من الاحتياجات الاستخبارية)

افق 2

23 نيسان 1990

قمر تجريبي استخدم قي مجال الاتصالات

افق 3

5 نيسان 1995

وزنه 255 كيلوغرام وقدرة تمييزه 16 متر وهو يعتبر اول قمر صناعي اسرائيلي للتجسس ومدة استخدامه لم تتعد السنتين

افق 4

22 كانون الثاني 1998

لم يتمكن من تحقيق مدار حول الأرض وسقط في البحر المتوسط

افق 5

28 ايار 2002

وزنه 300 كيلوغرام وقدرة تمييزه 0.5 متر ومدة استخدامه قدرت باربع سنوات

افق 6

6 ايلول 2006

كلفة هذا القمر 100 مليون دولار لكنه لم يتمكن من تحقيق مدار حول الأرض وسقط في البحر

افق 7

11 ايلول 2007

وزنه 300 كيلوغرام وقدرة تمييزه متر واحد وهو لا يزال يعطي الصور التجسسية حتى يومنا هذا

افق 8

21 كانون الثاني 2008

قدرة تمييزه هي 80 سنتمتر وهو لا يزال يعطي الصور التجسسية حتى يومنا هذا

افق 9

22 حزيران 2010

لا يزال يعطي الصور التجسسية حتى يومنا هذا

والجدير بالذكر أن القمر الصناعي "أفق 8" تم اطلاقه في 21 كانون الثاني 2008 من قاعدة صواريخ هندية وهو يتمتع بقدرة تمييز عالية جدا" تصل الى 10 سم مما يمكن الاسرائيلين الحصول على مزيد من المعلومات حول برنامج الأسلحة النووية الايرانية وانتاج صور دقيقة عن مختلف النشاطات الايرانية (التي كان من غير الممكن استكشافها عبر الأقمار الصناعية من الرعيل السابق). وهذا الأمر استدعى تدخل السفير الايراني سايد مهدي نابيتزادي في نيودلهي للاعلان عن ردة فعل الحكومة الايرانية في هذا الصدد وهي تتمثل بالتأكيد على أن لا تعطي البلدان المستقلة، مثل الهند، تكنولوجياتها الفضائية المتقدمة لدول ثالثة تقوم باستغلالها في عمليات تجسس ضد ايران. غير ان الهند اكدت من جهتها أن اطلاق القمر الصناعي "افق 8" كان بهدف تجاري بحت!؟

أما بالنسبة للقمر الصناعي "افق 9"، فقد تم اطلاقه بتاريخ 22 حزيران 2010 من القاعدة الجوية بلماشيم في اسرائيل وهو يحمل مستشعرات التصوير المرئي والحراري، وقد تضاربت المعلومات بالنسبة لقدرة تمييز هذا القمر الصناعي (افق 9) لكونه قمر تجسسي. ومن المؤكد أنه يستطيع الكشف بدقة عن مختلف الأجسام التي يحملها الناس على الأرض.

– سلسلة أقمار الاتصالات "اموس"

تم اطلاق خمسة أقمار صناعية من فئة "اموس" Amos لغاية الآن وهي مخصصة للاتصالات المدنية (من خلال تحقيق الاتصالات الهاتفية أو من خلال البث التلفزيوني)، ولكنها تستخدم أيضا" بشكل مكثف في مجال الاتصالات العسكرية الآتية:

*استخدام سلسلة هذه الأقمار، اموس، كشبكة بديلة لشبكات المواصلات الاستراتجية الاسرائيلية، بالاضافة الى استخدامها كامتداد لهذه الشبكة.

*تحقيق اتصالات القيادة والسيطرة بالنسبة للقوات الاسرائيلية في مسرح العمليات داخل اسرائيل أو خارجها.

*نقل المعلومات المتحصل عليها من أقمار التجسس الاسرائيلية (افق) وغيرها الى محطات الاستقبال الأرضية داخل اسرائيل في حالة عدم تواجد الاقمار من سلسلة "افق" فوق اسرائيل.

*امكانية النقل الفوري لأرض المعركة تلفزيونيا"، باستخدام محطات صغيرة الحجم والوزن.

والجدير بالذكر أن أقمار الاتصالات "اموس" تؤمن تغطية شاملة لمنطقة البحر المتوسط (بالاضافة الى مناطق أخرى حسب القمر). وقد تم اطلاق القمر الصناعي "اموس 1" (Amos1) بتاريخ 16 ايار 1996 من المركز الفضائي الأوروبي في غينيا الفرنسية. ولحقه القمر الصناعي "اموس 2" (Amos2) الذي تم اطلاقه بتاريخ 28 كانون الأول 2003 من كازاخستان، وهو يؤمن خدمات الاتصالات (من ضمنها التوزيع المباشر لترددات التلفزيون والراديو وخدمات شبكات الانترنت) في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا والساحل الشرقي لأميركا. وما زال هذا القمر يقوم بمهامه التشغيلية حتى الآن. وقد تم اطلاق القمر اموس 3 (Amos3) بتاريخ 28 نيسان 2008 وتجاوزت كلفته 170 مليون دولار. ومن المتوقع أن يبقى عملانيا" لمدة 18 سنة. وقد بلغ وزن القمر اموس 4 (Amos4)حوالي 3.5 طن، وهو يؤمن ربط الاتصالات بين شرق آسيا والشرق الأوسط. اما القمر اموس 5 (Amos5)فقد تم اطلاقه بتاريخ 1 كانون الأول 2011 وهو يؤمن تغطية شاملة لمنطقة الشرق الأوسط وقارتي أفريقيا وأوروبا. وفي الوقت الحالي يتم العمل على اعداد القمر الصناعي اموس 6 (Amos6) الذي سوف يتم اطلاقه في العام 2016.

– أقمار رصد وكشف مصادر الثروات الطبيعية EROS

لم يقتصر النشاط الفضائي الاسرائيلي على التجسس والاتصالات، وانما قامت اسرائيل باطلاق قمرين صناعيين EROS (Earth Resources Observation satellites) لرصد مختلف معالم الأرض وكشف مصادر الثروات الطبيعية في منطقة الشرق الأوسط. وتم اطلاق القمر الأول EROSAبتاريخ 5 كانون الأول 2000 من شرق سيبيريا (تم بواسطته الكشف عن حقول الغاز والنفط تمار وليفياتان وداليت قبالة السواحل اللبنانية – الفلسطينية – الاسرائيلية). والقمر الثاني EROSB أطلق بتاريخ 25 نيسان 2006 (أيضا" من شرق سيبيريا). ويتواجد القمر EROSAعلى ارتفاع 480 كلم ويتميز بقدرة تمييز عالية تصل الى 1.8 أمتار فقط ويبلغ وزنه نحو 250 كلغ. أما قدرة تمييز EROSB تصل الى 70 سم فقط وبامكانه نتيجة لذلك الكشف بدقة فائقة عن مختلف الثروات الطبيعية في منطقة الشرق الأوسط (من ضمنها النفط والغاز والمياه). وتشكل هذه الثروات مصدرا" اقتصاديا" مهما" قد تكون في المستقبل من الأسباب الأساسية للنزاعات والحروب بين اسرائيل والدول العربية المجاورة. وتعمل اسرائيل أيضا" في الوقت الحالي بالتعاون مع ألمانيا على اطلاق قمر صناعي (اسمه دايفيد) متطور جدا" وذات قدرة تمييز عالية (تفوق 10 سم) لكشف مصادر الثروات الطبيعية في الشرق الأوسط.

التعاون الفضائي بين اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية

ان التعاون الفضائي الاستراتيجي بين اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية بوجه الخصوص يتيح لاسرائيل الاستفادة من معلومات الأقمار الاميركية للتجسس والانذار المبكر والاستطلاع الالكتروني في المجال العسكري. فعلى الرغم من امتلاك اسرائيل سلسلة أقمار التجسس "افق"، الا أن تعاونها مع الولايات المتحدة الاميركية يمكنها من الحصول على صور فضائية ذات قدرة تمييز عالية جدا" تفوق 30 سم، بالاضافة الى زيادة معدل التواجد فوق المناطق الأكثر أهمية وحيوية بالنسبة اليها (خاصة منطقة الشرق الأوسط). أضف، أن الاتفاقية التي تم توقيعها بين اسرائيل والولايات المتحدة الأميركية بتاريخ 28 ابريل 1996 مكنت اسرائيل منذ ذلك التاريخ الحصول على صور قمر الانذار الاميركي FEW الذي يعتبر من أحدث أقمار الانذار المبكر القادر على التحذير من عملية اطلاق الصواريخ البالستية الصغيرة مثل الصاروخ سكود، بالاضافة الى اعطاء المعلومات المتحصل عليها من هذا القمر FEW (كتحديد مكان اطلاق الصواريخ في منطقة تقل عن 6 كلم) الى بطارية الصواريخ باتريوت – المضادة للصواريخ البالستية – خلال فترة زمنية لا تتعدى الدقيقتين فقط.

كما استفادت اسرائيل أيضا" من أقمار الاستطلاع الالكترونية الأميركية بغرض رسم خرائط الكترونية لمسرح العمليات تتضمن مواقع الرادارات المعادية ومواصفاتها، ومحطات التحكم وتوجيه المقذوفات. وتستطيع هذه الأقمار التنصت على الشبكات اللاسلكية واستطلاع الأنظمة الرادارية الحديثة.

نشاط ايران الفضائي

بدأت ايران نشاطها الفضائي فعليا" في 1 فبراير 2004 عند تأسيس وكالة الفضاء الايرانية “Iranian Space Agency” التابعة لوزارة الاتصالات والمعلوماتية، اذ يشغل رئيس هذه الوكالة منصب نائب وزير الاتصالات والمعلوماتية. ومنذ ذلك الحين، قامت هذه الوكالة باطلاق العديد من الأقمار الصناعية ذات الاستخدامات المتنوعة على الشكل التالي:

– القمر الصناعي Kosmos 3 الذي تم اطلاقه بتاريخ 28 تشرين الأول 2005 من قاعدة الصواريخ الايرانية Sinah-1 ، وقد تم تصنيع هذا القمر بالاشتراك مع روسيا وقدرت كلفته بحوالى 15 مليون دولار. يزن هذا القمر حوالي 700 كلغ ويتخذ مدارا" على ارتفاع 695 كلم حول الأرض، وله قدرة لاستخدامات مختلفة كالتجسس ومراقبة المنشآت العسكرية في جميع مناطق الشرق الأوسط. واطلاق هذا القمر جعل من ايران الدولة الثالثة والأربعين التي تمتلك قمرها الخاص.

– القمر الصناعي Environment1 الذي تم اطلاقه بتاريخ 6 أيلول 2008 من قاعدة جوية صينية وهو قمر مشترك بين ايران والصين وتايلاند ويهدف الى تعزيز التعاون في مجال الحماية من الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف والأعاصير والانهيارات الأرضية والزلازل. وهو مجهز بكاميرات حرارية لتحديد أماكن الحرائق ويؤمن تغطية شاملة للكرة الأرضية كل يومين.

– القمر الصناعي اميد Amid أطلق في شباط 2009 ويزن نحو 160 كلغ وهو قمر تجسسي يؤمن الاتصالات العسكرية لمصلحة الحرس الثوري الايراني. بدأ تصنيعه أبان الحرب الايرانية – العراقية وخصص للكشف عن الصواريخ الحاملة للرؤوس النووية.

– القمر الصناعي Rasad-1 الذي تم اطلاقه بتاريخ 15 حزيران 2011 على ارتفاع 260 كلم من القاعدة الايرانية وقدرته التحليلية تصل الى 1,5 متر. يستخدم هذا القمر للمراقبة و الاستطلاع و هو من تصنيع جامعة مالك أشتر في طهران التابعة للحرس الثوري.

– القمر الصناعي التجريبي Navid-e Elm-aSanat (أو ما يعرف بالمهدي) المجهز بكاميرات ومعدات الاتصالات السلكية واللاسلكية وتم اطلاقه في 3 فبراير 2012.

وتعمل ايران حاليا" على تصنيع العديد من الأقمار الصناعية لاطلاقها في السنوات المقبلة نذكر منها على سبيل المثال:

– أقمار مصباح 1 ومصباح 2 ومصباح 3 وهي مخصصة للمهام التجسسية لخدمة الجيش والحرس الثوري. وتقوم مجموعة الأقمار هذه بتزويد المؤسسات الأمنية بالصور والمعطيات العسكرية والاستخباراتية على مستوى الشرق الأوسط. وبلغت كلفة الأقمار المذكورة 4 مليار دولار.

– القمر فجر Fajr ومخصص للاستطلاع ويزن نحو 50 كلغ، ويتم تصنيعه من قبل شركة " صا ايران " التابعة لوزارة الدفاع.

– القمر ناهيد Nahid الصناعي هو أحد الأقمار التي تنوي ايران اطلاقه قريبا" و يزن نحو 50 كلغ ، و يمكنه التقاط صور دقيقة على علو منخفض يتراوح بين 250 – 375 كلم فوق الأرض .

– القمر الصناعي Tolooوهو اول قمر تجسسي من سلسلة أقمار تجسسية تقوم المعامل الالكترونية الايرانية بتصنيعها.

– القمر الصناعي Nasir1الذي يتصف بتحميله نظام ملاحة يمكنه من كشف مواقع الأقمار الصناعية الأخرى المعادية.

– القمر الصناعيSharif الذي تقوم جامعة شريف للتكنولوجيا بتصنيعه ويتصف بقدرة تمييز تصل الى 12.5 متر.

– القمر الصناعيZafar-1 وهو يزن نحو 90 كلغ وسيدور حول الكرة الأرضية في مدار بيضوي على ارتفاع 500 كلم .

– القمر الصناعي Zohreh وهو قمر مخصص للاتصالات وسيتم اطلاقه في العام المقبل 2014.

– القمر الصناعيQaem وهو مخصص للاتصالات وتعتزم ايران اطلاقه في العام 2016.

نشاط تركيا الفضائي

تؤكد المصادر التركية الرسمية (من بينها المدير العام لمؤسسة الأقمار الصناعية التركية تورك سات "أوزكان دالباي") أن تركيا ستقوم بانتاج أقمار صناعية بامكانات ذاتية وفي مجالات مختلفة (من بينها المجال العسكري) بحلول العام 2015. فهي قامت مؤخرا" بتصنيع قمر صناعي تجسسي يدعى غوكتورك 2 (Gokturk 2) وأطلقته من قاعدة جوية يابانية Jiuquan Launch Area4/SLS-2 بتاريخ 18 كانون الأول 2012. ويتميز هذا القمر بقدرة تحليلية توازي أقل من المترين ويسير على ارتفاع منخفض يبلغ 686 كلم تقريبا". وسيقوم باستخدامه أعضاء المنظمة الوطنية التركية الاستخباراتية. ويؤمن القمر المذكور تغطية شاملة لأوروبا والقوقاز والشرق الأوسط. وتقوم تركيا حاليا" بالاشتراك مع شركة Telespazio الايطالية بتصنيع القمر غوكتورك 1 (Gokturk 1)ذات درجة التمييز العالية جدا" والتي تصل الى 80 سم فقط والمخصصة للاستخدامات العسكرية من قبل القوات الجوية التركية. وتقدر كلفة غوكتورك 1 حوالي 250 مليون دولار. وتم مؤخرا" التخطيط لتصنيع القمر غوكتورك 3 بدعم وتعاون مؤسسة البحوث العلمية والتكنولوجية الايرانية وشركة "أسلسان" التركية للتصنيع العسكري.

تمتلك تركيا حاليا" ثلاثة أقمار للاتصالات هي توركسات 1 (Turskat1) وتوركسات 2 (Turksat 2) وتوركسات 3 (Turksat 3). ومن المتوقع أن تزيد أنقرة عدد أقمار الاتصالات الى سبعة حتى عام 2023، وبعد ذلك التاريخ ستعمل على انتاج المزيد من الأقمار توركسات حتى يصل عددها الى 15، الأمر الذي يجعل من تركيا مركزا" هاما" في مجال الاتصالات وتبادل المعلومات في منطقة تمتد من البلقان الى أفريقيا.

كما تقوم تركيا بتصنيع قمرين بالتعاون مع اليابان و هما أ4 و ب4 وسيتم اطلاق الأول بتاريخ تشرين الثاني 2013 والثاني بتاريخ شباط 2014. وسيتم اطلاق القمر الصناعي "راسات" في الأعوام المقبلة من قاعدة روسية قرب كازاخستان وهو مخصص للمراقبة والتجسس، وهو من تصميم وتصنيع مجلس الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركية ومعهد أبحاث تكنولوجيا الفضاء التركية .

موقع الوطن العربي على الخريطة الفضائية

بالرغم من أهمية الأقمار الصناعية في يومنا هذا للحصول على معلومات واقعية دقيقة في مختلف المجالات (عسكرية، بيئية، اقتصادية، الى آخره)، فان نشاط الدول العربية الفضائي يقتصر على خدمات أقمار الاتصالات فقط (أبرزها القمر العربي عرب سات ArabSAT والقمر المصري نايل سات NileSATوسلسلة من 12 قمر سعودي تجريبيSaudiSAT ). ولم تمتلك هذه الدول حتى الآن أقمارا" عسكرية ولم تسع لانشاء وكالة فضاء اقليمية متخصصة تدعم بحوث الفضاء وتساهم في التخطيط والتصميم والتصنيع لبرامج ومشاريع تختص بالأقمار الصناعية ذات الاهداف المختلفة (من ضمنها أقمار رصد معالم الأرض وكشف الثروات الطبيعية).

مقارنة بين ايران واسرائيل في مجال الأقمار العسكرية

تتنافس كل من ايران واسرائيل حاليا" في اطلاق أقمار صناعية عسكرية الى الفضاء لها قدرة على المراقبة المستمرة والاستطلاع، ما يؤمن لكل منهما المعلومات الاستخباراتية بشكل دقيق بدون الاعتماد على شراء صور فضائية من دول أخرى تقوم باحتكار تلك المعلومات الأمنية. للمفارقة، أنه على الرغم من بدء البرنامج الفضائي العسكري الاسرائيلي (أفق) قبل البرنامج الايراني بسنوات عديدة، الا أن طهران قد تقدمت على تل ابيب في صناعة واطلاق الأقمار المصغرة (Nanosatellites) والتي توضع على ارتفاع منخفض بسبب وزنها الخفيف نسبيا" (لا يتجاوز 50 كلغ)، وهي تمتاز بقدرتها على التمييز العالي والفائق الدقة للأجسام والمواقع الموجودة على الأرض. وتجعلها هذه الميزة تتجاوز خصائص الأقمار العسكرية من نوع افق. وبسبب خفة وزنها، فان الأقمار الايرانية المذكورة قادرة على اجراء 5- 6 رحلات حول الشرق الأوسط يوميا". كما تستطيع ايران تصنيع هذه الأقمار خلال اقل من سنتين وبأكلاف متدنية بالمقارنة مع الأقمار أفق الاسرائيلية. أضف، أن التقدم الايراني في تكنولوجيا الجزئيات (Nanotechnology) يسمح لها بتصنيع صواريخ بالستية بعيدة المدى ذات قدرة دقيقة على اصابة الأهداف، اضافة الى تصنيع أقمار عسكرية متطورة قادرة على توجيه الصواريخ الذكية وتحديد احداثياتها بنسب لا تتجاوز عشرات السنتمترات. وتجدر الاشارة في هذا السياق، الى أن الكلفة المنخفضة نسبيا" لانتاج الأقمار المصغرة يتيح لطهران انتاج عدد كبير منها، وباستبدال أي منها في وقت قصير وساعة تشاء.

تطور الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية

ستشهد السنوات المقبلة تطورا" ملحوظا" بتصنيع الأسلحة المضادة للاقمار الصناعية لتدميرها، أو أسرها، أو حرفها من مدارها، أو سرقة تقنياتها …..الخ. وان من يستطيع تحقيق التفوق في الفضاء عبر تدمير أقمار الخصم، يستطيع حتما" تحقيق التفوق في الأرض. وفي هذا السياق نذكر أهم الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية:

– الأقمار الانتحارية: وهي المزودة بعبوة شديدة الانفجار وكاميرات حساسة تتيح لها تصوير الأقمار الأخرى عن بعد وارسالها بسرعة فائقة الى الأرض. ويتم في الأرض اختيار القمر الذي يراد تفجيره، فيتم توجيه القمر الانتحاري ضد القمر العدو ليلتحم به، ويفجر نفسه مما يؤدي الى تدمير القمرين معا". عمليا"، لا يمكن تمييز هذه الأقمار الانتحارية عن الأقمار الأخرى، ما يعني بداية عصر زرع الفضاء الخارجي بالألغام.

– الصواريخ المضادة: في عام 2001، أعلنت وكالة الفضاء الاميركية أنها نجحت بتصنيع صواريخ خاصة مضادة للأقمار الصناعية تطلق من طائرات F-15، وهي تحلق على ارتفاعات عالية وتوجه بالأشعة تحت الحمراء وتستطيع اصابة أي قمر مستهدف.

– أشعة الليزر: ان تطوير اشعة الليزر من الممكن اعتباره كأهم سلاح لتدمير الأقمار الصناعية (وخاصة التجسسية منها).

– المضخات النووية: تجري كل من روسيا والولايات المتحدة الأميركية حاليا" تجارب على المضخات النووية التي يتركز أداؤها على توجيه أشعة (تقع فوق شعاع الليزر) لاحداث انفجار نووي محدود في الفضاء، لتدمير الصواريخ المعادية العابرة للقارات وذلك على ارتفاعات عالية.

– سلاح الصواعق: تقوم فكرة هذا السلاح على توليد شعاع من الجسيمات المشحونة بشحنات عالية الطاقة من مصادر معلقة في الفضاء. واذا ما وجهت نحو الأهداف المعادية فانها تحدث فيها عند ملامستها نقس التأثير الذي تحدثه الصواعق الجوية من انفجار عند وصولها للأرض.

اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 2005 بواسطة الأقمار الصناعية العسكرية ؟

تثير قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري أسئلة كثيرة وجدلا" واسعا" حتى الآن حول التقنية المستخدمة في عملية التفجير التي أودت بحياته، وفي هذا السياق يقدم الصحافي الفرنسي تيري ميسان، صاحب موقع " فولتير" الاخباري، نظرية استخدام صاروخ ذكي يطلق من الفضاء بتوجيه من الأقمار الصناعية العسكرية ويقول بأن موكب الحريري تعرض في 14 شباط2005 لصاروخ (صغير الحجم يحتوي على شحنة شديدة الانفجار مؤلفة من مواد نووية ونابالم أو هيكسوجين …) جو – أرض أطلق من الفضاء وجرى التحكم به بواسطة قمر – على غرار أقمار "أفق" الاسرائيلية – وحقق اصابة مباشرة ودقيقة بسيارة رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق مما أدى الى تدميره واحراق جثة الحريري والتسبب بحفرة في الأرض. وهنا، يستنتج ميسان أن دقة الاصابة لا يمكن أن تتحقق دون استخدام القمر الصناعي الذي يميز الأجسام الموجودة على الأرض بدقة فائقة لا تتعدى السنتيمترات، أضف، أن القمر العسكري (تجدر الاشارة الى وجود أقمار عسكرية اسرائيلية فوق لبنان ودول المنطقة على مدار ال24 ساعة تقوم بالتصوير وبث الصور الى مراكز القيادة والتحكم في تل أبيب) هو من قام بتوجيه الصاروخ الذكي "الرقمي" حتى يصيب هدفه بدقة. استطرادا"، يفهم من تحليل ميسان أن اغتيال الرئيس الحريري بواسطة الصاروخ المذكور (يرجح أن يكون صناعة ألمانية) هو الأداة الرئيسية في هذه الجريمة وليس الشاحنة التي كان يقودها "الانتحاري" (أبو عدس ؟) والتي أشار اليها القاضي ديتليف ميليس، رئيس لجنة التحقيق الدولية آنذاك. وبالتالي، فان الشاحنة الانتحارية استخدمت في عملية التفجير كأداة للتغطية على الوسيلة الرئيسية المتمثلة بالصاروخ الموجه من قبل القمر الصناعي. هكذا، يعتبر تفجير موكب الحريري بمساعدة قمر صناعي عسكري سابقة أو فاتحة عصر جديد من عمليات الاغتيال بواسطة قمر صناعي، كما يعتبر تطويرا" لاستخداماته في زمن "حرب الفضاء" حيث تصبح التكنولوجيات العسكرية الفضائية، مثل الأقمار العسكرية، هي الأدوات الأساسية في الحروب المقبلة.

أضف تعليق